هدوء وسكينة....

وروعة النسيم عند المساء، داعب شعرها الشقي
تشابكت الأيادي، وامتدت الى ما بعد اليل
عناق وحبٌّ أبدي
وتلامست الشفاه
وكانت الجنة والعشق الرائع


هدأ النسيم....

وانسدل شعرها على وجهي
وارسلت فيض حنانها، ونظرت إليَّ بتلك العينين العسليتين
وطبعت قبلة مجنونةً على جبهتي
قبل أن تقول، أحبك يا من ملكت روحي، ويا من حطّمتَ كلَّ أحزاني


مرت الساعات....

وكأننا بها ثوانٍ سرقت سرّنا
واستيقظت أصوات العصافير
لتعلن عن بدء يوم جديد، يغرقنا بآمالنا وأحلامنا
ويحيي من جديد قصص العشاق وكل الغرام

مرت الايام والاسابيع
ونحن من على عرش الحب، نَحكُمُ العشاق
ونُعلّم العالم كل معاني الهيام
حتى أتى ذاك النهار

كم تؤلم الذكرى
كم تقتل في النفس كل حبٍّ للحياة
كم تبعث في النفس مرارةً، حقداً، كرهاً لكل الوفاء
فقد كانت، من كانت حبيبتي..
من عشاق الكثيرين
تنثر عطرها الفواح، اينما كان
وتركض الى حيثما وجد السرير
تلبي صراخ جسدها
وتنعم به على كل المحرومين

فكأن الليالي ستنتهي
وكأن الحياة لا تعني الا المساء

قد أتعبت ظنوني، براءة الاطفال في محياها
وأنستني الدنيا بما فيها، لمساتها وحبها الصادق

لكنها...
لم تكن يوماً، الا بهاوية، تحترف كل ألعاب المساء
وتلعب بكل أصول هدر الكرامة، وكل أنواع البغاء

قد كانت حبيبتي، قد كانت حلمي
قد كانت كل خيالاتي
والآن، وبعد أن بانت على حقيقة، غابت عن أصدق العشاق
تلقى مصيرها المحتوم
بمزابل التاريخ وكتاباتي

لأنها...
عنوان كذبٍ وخداع
وعنوان بغاءٍ مكشوف

ولأنها...
يفرحها حب الكثيرين
ويحزنها، بُعدهم بعد حين
لتلجأ عندها، الى أن لا حياء في الدين
وتكتب قصة جديدة، تبدأها عند أول عاشق مسكين

فتبّاً لمن كان جسدها، ملعباً لكل الناظرين
وويلٌ لمن كان شرفها، تحت أرجل السامعين
وسحقاً لأمثالها، وبئس المصير