منتديات نيوفورايجى
عنتــــرة بن شــــــداد 6qwete11

أهـــــلا بـيـكــم نــورتــم الســـايـت
ويـشـرفـنا انضـمامـكـم مـعانــا فى أســرة المـنـتـدى
لكى تـتـمـتـعـوا بـأفـضـل الـمـزايـا
وان شــاء الله ننــــول اعـجـابـــكـم دائـمـا ونـوعـدكـم بـكـل مـاهـو جـديـد

منتديات نيوفورايجى
عنتــــرة بن شــــــداد 6qwete11

أهـــــلا بـيـكــم نــورتــم الســـايـت
ويـشـرفـنا انضـمامـكـم مـعانــا فى أســرة المـنـتـدى
لكى تـتـمـتـعـوا بـأفـضـل الـمـزايـا
وان شــاء الله ننــــول اعـجـابـــكـم دائـمـا ونـوعـدكـم بـكـل مـاهـو جـديـد

منتديات نيوفورايجى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورراديو المنتدىشاتموقع رفع الصوراتصل بناالتسجيلدخول
أهلاً وسهلاً بك يا زائر ، منوّر السايت * آخر عضو مسجل *streo * فمرحباُ به *

شاطر | 
 

 عنتــــرة بن شــــــداد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اميرة الزمان


اميرة الزمان

انثى
المشاركات : 5418
العمر : 28
عنتــــرة بن شــــــداد 453210
عنتــــرة بن شــــــداد Empty
تاريخ التسجيل : 22/06/2010

عنتــــرة بن شــــــداد _
مُساهمةموضوع: عنتــــرة بن شــــــداد   عنتــــرة بن شــــــداد Emptyالأربعاء فبراير 23, 2011 11:12 pm

قصيدة : أَمِن طََللٌ بوادي الرَّمل بالي

أَمِن طَللٌ بوادي الرَّمل بالي
محت آثارَه ريحُ الشمالِ
وقفتُ به وَ دَمعي من جُفُوني
يَفيضُ على مغانيهِ الخوالي
أُسائل عن فتاة بني قُراد
و عن أترابها ذاتِ الجمال
و كيف يجيبُني رَسمٌ مُحيل
بَعيدٌ لا يردُّ على سُؤالي
إذا صاح الغرابُ به شجَاني
و أجرى أدمُعي مِثلَ اللآلي
و أخبرني بأصناف الرزايا
و بالهِجرانِ مِن بَعد الوصال
غُرابَ البين مالك كُلَّ يومٍ
تُعاندُني و قد أشغلتَ بالي
كأني قد ذَبحتُ بِحَدِّ سيفي
فِراخكَ أو قنصَتُكَ بالحِبال
بحقِّ أبيكَ داوي جُرح قلبي
وَ رَوِّح نارَ سِرِّي بالمقال
و خبِّر عن عُبيلةَ أين حَلَّت
و ما فعلت بها أيدي الليالي
فقلبي هائِمٌ في كُلِّ أرض
يُقَبِّلُ إثر أخفافِ الجِمال
و جِسمي في جِبال الرمل مُلقًى
خَيَالٌ يَرتَجي طيفَ الخيال
و في الوادي على الأغصان طيرٌ
ينُوح وَ نَوحه في الجوِّ عالي
فقلتُ له وقد أبقى نحيباً
دعِ الشَّكوى فحالُك غيرُ حالي
أنا دمعي يفيضُ وأنت باكٍ
بلا دمعِ فذاك بُكاءُ سالي
لَحى اللّه الفِراقَ و لا رعاهُ
فكم قد شَكَّ قلبي بالنِّبال
أُقاتلُ كُلَّ جبارٍ عنيدٍ
و يَقتُلني الفِراقُ بلا قِتال





قصيدة : إذا ريحُ الصَّبا هبَّت أصيلا

إذا ريحُ الصَّبا هبَّت أصيلا
شفت بهبوبها قلباََ عَليلا
و جاءَتني تُخبِّر أن قومي
بِمن أهواه قد جدُّوا الرحيلا
و ما حنُّوا على من خلَّفوه
بوادي الرَّمل منطرِحاً جديلا
يحِنُّ صبابةً و يهيمُ وجداً
إليهم كلما ساقوا الحُمولا
ألا يا عبل إن خانوا عهُودي
و كان أبوكِ لا يَرعَى الجميلا
حملتُ الضَّيم و الهِجران جُهدي
على رَغمي و خالفت العَذولا
عركتُ نوائبَ الأيامِ حتى
رأيتُ كَثيرها عِندي قليلا
و عاداني غُرابُ البَين حتى
كأَني قد قتلتُ له قَتيلا
و قد غَنَّى على الأغصان طَيرٌ
بصوتِ حَنينه يشفي الغَليلا
بكى فأعرتُهُ أجفان عيني
و نَاحَ فزاد إعوالِي عَويلا
فقلتُ له جرَحتَ صميم قلبي
و أبدى نَوحُكَ الدَّاءَ الدخيلا
و ما أبقيتَ في جَفني دُموعاً
و لا جِسماً أعِيشُ به نحيلا
و لا أبقى لي الهجرانُ صبراً
لكي ألقى المنازِلَ و الطُّلولا
ألِفتُ السُّقمَ حتى صار جِسمي
إذا فقد الضَّنى أمسَى عليلا
و لو أني كَشَفتُ الدِّرع عنِّي
رأيت وراءه رسماً مُحيلا
و في الرسمِ المُحيلِ حُسامُ نفسٍ
يفللُ حدُّهُ السيفَ الصقيلا




قصيدة : تمشي النَّعام به خَلاءً حَولَهُ


تمشي النَّعام به خَلاءً حَولَهُ
مَشيَ النصارى حولَ بيتِ الهيكَلِ
احذَر مَحلَّ السَّوءِ لا تَحلُل بِه
و إذا نَبا بِكَ منزلٌ فتَحَوَّل
تكفي خصاصةَ بِيتنا أرماحُنا
شالت نعامةُ إيِّنا لم يَفعل





قصيدة : حاربيني يا نائباتِ اللِّيالي

حاربيني يا نائباتِ اللِّيالي
عن يميني و تارةً عن شمالي
و اجهدي في عدَاوتي و عِنادي
أنتِ و اللهِ لم تُلمِّي ببالي
إن لي هِمَّةً أشدَّ منَ الصَّخر
و أقوى من راسياتِ الجبال
و سِناناً إذا تعَسَّفتُ في الليل
هَداني و ردَّني عن ضلالي
و جواداً سار إلاَّ سَرى البَر
قُ وراهُ من اقتداح النِّعال
أدهمٌ يَصدَعُ الدُّجى بسوادٍ
بين عينيهِ غُرَّةٌ كالهِلال
يَفتَدِيني بنفسهِ و أفديهِ
بنفسي يومَ القِتال و مالي
و إذا قام سُوقُ حربِ العَوالي
و تَلظَّى بالمُرهفاتِ الصِّقال
كنتُ دلاَّلها و كان سِناني
تاجراً يشتري النُّفوس الغوالي
يا سِباع الفلا إذا اشتعل الحر
بُ اتبعيني من الفِقار الخَوالي
اتبعيني تَرَي دماءَ الأعادي
سائلاتٍ بين الرُّبى و الرِّمال
ثم عُودي من بعد ذا و اشكُريني
و اذكُري ما رأيته من فعالي
و خُذي مِن جَمَاجمِ القوم قوتاً
لبنيكِ الصغار و الأشبال





قصيدة : حكّم سُيُوفَك في رقابِ العُذَّل

حكّم سُيُوفَك في رقابِ العُذَّل
و إذا نزلت بدرا ذلِّ فارحل
و إذا بُليتَ بظالمٍ كُن ظالماً
و إذا لقيت ذوي الجهالةِ فاجهل
و إذا الجبانُ نهاك يومَ كريهةٍ
خوفاً عليكَ من ازدِحام الجَحفل
فاعص مَقالتُه ولا تحفِل بها
و اقدم إذا حقَّ اللقا في الأوّل
و اختَر لنِفسكَ منزلاً تَعلو بِه
أو مُت كيماً تحت ظِل القسطَل
فالموتُ لايُنجيكَ من آفاته
حِصنٌ و لو شَيَّدته بالجندل
موتُ الفتى في عزَّة خيرٌ له
من أن يبيتَ أسيرَ طَرفٍ أكحل
إن كنتُ في عَددِ العبيدِ فِهِمتَّي
فوق الثُّريَا و السِّماكِ الأعزل
أو أنكرَت فُرسانُ عبس نِسبتي
فسِنان رُمحي و الحسَامُ يُقِرُّ لي
و بذابلي و مهَنَّدي نِلتُ العُلا
لا بالقرابة و العَديد الأجزل
و رميتُ مُهري في العَجاج فخاضه
و النارُ تقدحُ من شِفار الأنصُل
خاض العجاجَ محجّلا حتى إذا
شَهِدَ الوقيعة عاد غيرَ محجَّل
و لقد نَكبتُ بني حُريقَةَ نكبةً
لمَّا طعنتُ صميمَ قلب الأخيل
و قتلت فارسَهُم ربيعةَ عَنوَةً
و الهيذُبان و جابرَ بنَ مهلهل
و ابنَى ربيعة و الحَريشَ و مالِكا
و الزِّبرقان غَدا طريحَ الجَندل
و أنا ابنُ سوداءِ الجبين كأنها
ضَبُعٌ ترَعرع في رُسُوم المنزل
الساقُ منها مِثلُ نَعامةٍ
الشعر منها مِثلُ حبِّ الفُلفُل
و الثَّغر مِن تحت اللِّثام كأنَّه
بَرقٌ تلألأَ في الظلام المُسدَل
يا نازلين على الحِمَى و ديارِه
هلاَّ رأيتم في الدِّيار تَقلقُلي
قد طال عِزُّكم و ذُلِّي في الهوى
و مِن العجائبِ عزُّكم و تذَلُّلي
لا تَسقني ما الحياةِ بذِلَّةٍ
بل فاسقني بالعِزِّ كأس الحنظل
ماءُ الحياةِ بذلَّةٍ كجهنم
و جهنمٌ بالعِز أطيَبُ منزل





قصيدة : قافية التاء

إذا قنعَ الفتى بذميم عيشٍ
وكان وراء سجفٍ كالبناتِ
ولم يهجم على أسد المنايا
ولم يطعنْ صدورَ الصافنات
ولم يقرِ الضيوفَ إذا أتوه
ولمْ يروِ السيوف من الكماة
ولم يبلغْ بضربِ الهامِ مجداً
ولم يكُ صابراً في النائبات
فقلْ للناعيت إذا نعته
الا فاقصرن ندبَ النادبات
ولا تندبن إلا ليثَ غابٍ
شجاعاً في الحروبِ الثائرات
دعوني في القتالِ أمتْ عزيزاً
فموتُ العزِّ خيرٌ من حياةِ
سكتُّ فغرَّ أعدائي السكوتُ
وظنوني لأهلي قد نسيتُ
وكيفَ أنامُ عن ساداتَ قومٍ
أنا في فضل نعمتهم ربيتُ
وإن دارتْ بهم خيلُ الأعادي
ونادوني أجبتُ متى دعيت
بسيفٍ حدهُ يزجي المنايا
ورمحٍ صدره الحتفُ المميت
خلقتُ من الحديدِ أشدُّ قلباً
وقدْ بلي الحديدُ وما بليتُ
وإني قد شربتُ دمَ الأعادي
بأقحافِ الرؤوسِ وما رويتُ
وفي الحربِ العوانِ ولدتُ طفلا
ومن لبنِ المعامعِ قد سقيتُ
فما للرمحِ في جسمي نصيبٌ
ولا للسيفِ من أعضاي قوتُ
وليِ بيتٌ علا فلكَ الثريا
تخزُّ لعظمِ هيبتهِ البيوت




قصيدة : قافية الباء

ترى هذهِ ريحُ أرض الشربة
أمِ المسكُ هبَّ مع الريح هبهْ
ومنْ دار عبلةَ نارٌ بدتْ
أمِ البرقُ سلَّ منَ الغيمِ عضبهْ
أعبلةُ قدْ زادَ شوقي وما
ارى الدهرَ يدني إليَّ الأحبهْ
وكمْ جهدِ نائبةٍ قدْ لقيتْ
لأجلكِ يا بنتَ عمي ونكبهْ
فلو أنَّ عينيكِ يومَ اللقاءِ
ترى موقفي زدتِ لي في المحبه
يفيضُ سناني دماءَ النحورِ
ورمحيِ يشكُّ مع الدرعِ قلبهْ
وأفرح بالسيفِ تحتَ الغبارِ
إذا ما ضربتُ بهِ ألفَ ضربهْ
وتشهدُ لي الخيلُ يومَ الطعانِ
بأني أفرقها ألفَ سربةْ
وإن كان جلدي يرى اسوداً
فلي في المكارمِ عزٌّ ورتبهْ
ولو صلتِ العربُ يومَ الوغى
لأبطالها كنتُ للعربِ كعبهْ
ولو أنَّ للموتِ شخصاً يرى
لروعته ولأكثرتُ رعبه
كم يبعدُ الدهرُ منْ أرجو أقاربهُ
عني ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ
فيا لهُ من زمانٍ كلما انصرفتْ
صروفه فتكتْ فينا عواقيه
دهرٌ يرى الغدرَ من إحدى طبائعه
فكيفَ يهنا بهِ حرٌّ يصاحبه
جربته وأنا غرٌّ فهذبني
منْ بعدِ ما شيبتْ رأسي تجاربه
وكيف أخشى من الأيام نائيبةً
والدهرُ أهونُ ما عندي نوائبه
كم ليلة سرتُ في البيداءِ منفرداً
والليلُ للغربِ قد مالتْ كواكبه
سيفي أنيسي ورمحي كلما نهمتْ
أسدُ الدحالِ إليها مالَ جانبه
وكم غديرِ مزجتُ الماءَ فيهِ دماً
عند الصباح وراحَ الوحشُ طالبه
يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍ
ولا تردْ كأس حتفٍ أنت شاربه
لا يحملُ الحقدَ من تعلو بهِ الرتبُ
ولا ينالُ العلا منْ طبعهُ الغضبُ
ومنْ يكن عبدَ قومٍ لا يخالفهم
إذا جفوهُ ويسترضي إذا عتبوا
قد كنتُ فيما مضى أرعى جمالهم
واليومَ أحمي حماهم كلما نكبوا
لله درُّ بني عبسٍ لقد نسلوا
منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ
لئنْ يعيبوا سوادي فهو لي نسبٌ
يومَ النزالِ إذا ما فاتني النسب
إن كنتَ تعلمُ يا نعمانُ أن يدي
قصيرةٌ عنك فالأيام تنقلب
أليوم تعلم يا نعمانُ أيَّ فتىً
يلقى أخاك الذي قد عرهُ العصبُ
إن الأفاعي وإن لانتْ ملامسها
عند القلبِ في أنيابها العطب
فتىً يخوضُ غمارَ الحربِ مبتسماً
وينثني وسنان الرمح مختضب
إن سلّ صارمه سالت مضاربه
وأشرقَ الجوُّ وانشقتْ له الحجبُ
والخيلُ تشهد لي أني أكفكفها
والطعنُ مثلُ شرار النار يلتهبُ
إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركةٍ
تركتُ جمعهم المغرورَ ينتهب
لي النفوسُ وللطير اللحوم وللوحشِ العظامُ وللخيالة السلبُ
لا أبعد اللهُ عن عيني غطارفةً
إنساً غذا نزلوا جنا إذا ركبوا
أسودُ غابٍ ولكن لا نيوبَ لهمْ
إلا الأسنةُ والهنديةُ القضبُ
تعدو بهمُ أعوجياتٌ مضمرةٌ
مثلُ السراحين في أعناقها القببُ
ما زلتُ ألقى صدورَ الخيل مندفقا
بالطعنْ حتى يضجَّ السرجُ والببُ
فالعميُ لو كان في أجفانهم نظروا
والخرسُ لو كان في أفواههم خطبوا
والنقعُ يومَ طرادِ الخيل يشهدُ لي
والضرُ والطعنُ والأقلامُ والكتبُ
لغير العلا مني القلى والتجنبُ
ولولا العلا ما كنتُ في العيش أرغبُ
ملكتُ بسيفي فرصةً ما استفادها
من الدهرْ مفتولُ الذراعين أغلبُ
لئن تكُ كفي ما تطاوعُ باعها
فلي في وراءِ الكفِّ قلبٌ مذربُ
وللحلم أوقاتٌ وللجهلِ مثلها
ولكنَّ أوقاتي إلى الحلم أقربُ
أصولُ على أبناءِ جنسي وأرتقي
ويعجمُ فيَّ القائلون وأعرب
يرونُ احتماليِ عفةً فيريبهم
توفرُ حلمي أنني لستُ أغضبُ
تجافيتُ عن طبعِ اللئامِ لأنني
أرى البخلَ يشنا والمكارمَ تطلب
وأعلمُ أن الجودَ في الناس ِ شيمةٌ
تقومُ بها الأحرارُ والطبعُ يغلب
فيا بنَ زيادٍ لا ترمْ لي عداوةً
فإن الليالي في الورى تتقلب
ويالزيادٍ إنزعوا الظلمَ منكم
فلا الماءُ مورودٌ ولا العيشُ طيبُ
لقد كنتمُ في آل عبسٍ كواكباً
إذا غابَ منها كوكبٌ لاحَ كوكب
خسفتم جميعاً في بروجِ هبوطكم
جهاراً كما كلُّ الكواكبِ تنكب
ألا يا عبلُ قد زاد التصابي
ولجَّ اليومَ قومكِ في عذابي
وظلَّ هواكِ ينمو كلَّ يومٍ
كما ينمو مشيبي في شبابي
عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى
فني وأبيكِ عمري في العتابِ
ولاقيتُ العدا وحفظتُ قوماً
أضاعوني ولمْ يرعوا جنابي
سلي يا عبل عنا يومَ زرنا
قبائل عامرٍ وبني كلابِ
وكم من فارس خليتُ ملقىً
خضيبَ الراحتين بلا خضابِ
يحركُ رجله رعباً وفيه
سنانُ الرمح يلمعُ كالشهاب
قتلنا منهم مائتينِ حراًّ
وألفاً في الشعابِ وفي الهضابِ
سلا القلبُ عما كان يهوى ويطلبُ
وأصبح لا يشكو ولا يتعتبُ
صحا بعد سكرٍ وانتخى بعد ذلةٍ
وقلبُ الذي يهوى العلا يتقلب
إلى كم أداري من تريدُ مذلتي
وأبذل جهدي في رضاها وتغضب
عبيلة أيام الجمالِ قليلةُ
لها دولةٌ معلومةٌ ثمَّ تذهب
فلا تحسبي أني على البعدِ نادمٌ
ولا القلب في نار الغرام معذب
وقد قلتُ إني قد سلوتُ عن الهوى
ومنْ كان مثلي لا يقول ويكذب
هجرتكِ فامضي حيث شئتِ وجربي
منَ الناس غيري فاللبيب يجرب
لقد ذلَّ منْ أمسى على ربع منزلٍ
ينوحُ على رسمِ الديار ويندب
وقد فاز منَ في الحرب أصبحَ جائلاً
يطاعنُ قرناً والغبار مطنبُ
نديمي رعاك الله قمْ غنِّ لي على
كؤوسِ المنايا من دم حينَ أشرب
ولا تسقني كأس المدامِ فإنها
يضلُّ بها عقلُ الشجاعِ ويذهب
أحنُّ إلى ضرِ السيوف القواضبِ
وأصبوا إلى طعن الرماح اللواعبِ
وأشتاقُ كاساتِ المنونِ إذا صفت
ودارتْ على رأسي سهامُ المصائب
ويطربني والخيلُ تعثرُ بالقنا
حداةُ المنايا وارتعاجُ المواكب
وضربٌ وطعنٌ تحت ظلِّ عجاجةٍ
كجنحِ الدجى منْ وقع أيدي السلاهبِ
تطيرُ رؤوس القومِ تحتَ ظلامها
وتنقضُّ فيها كالنجومِ الثواقب
وتلمعُ فيها البيضُ من كلِّ جانبٍ
كلمعِ بروقٍ في ظلامِ الغياهبِ
لعمركَ إنَّ المجدَ والفخرَ والعلا
ونيلَ الأماني وارتفاعَ المراتبِ
لمنْ يلتقي أبطالها وسراتها
بقلبٍ صبورٍ عندْ وقعِ المضارب
ويبني بحدِّ السيفِ مجداً مشيداً
على فلكِ العلياءِ فوق الكواكبِ
ومنْ لمْ يروِّ رمحهُ من دمِ العدا
إذا اشتبكتْ سمرُ القنا بالقواضب
ويعطى القنا الخطيَّ في الحربِ حقهُ
ويبري بحدِّ السيف عرضَ المناكب
يعيش كما عاش الذليلُ بغصةٍ
وإن مات لا يجري دموعَ النوادبِ
فضائلُ عزمٍ لا تباع لضارعٍ
وأسرارُ حزم لا تذاعُ لعائب
برزتُ بها دهراً على كلِّ حادثٍ
ولا كحلَ إلا منْ غبارِ الكتائبِ
إذا كذبَ البرقُ اللموعُ لشائمٍ
فبرقُ حسامي صادقٌ غيرْ كاذب
وغادرنَ نضلة في معركٍ
يجرُّ الأسنةَ كالمحتطبْ
فمنْ يكُ في قتلهِ يمتري
فإنَّ أبا نوفلٍ قدْ شجبْ
يذببُ وردٌ على إثرهِ
وأدركه وقعُ مردى خشبْ
تتابعَ لا يبتغي غيره
بأبيضَ كالقبس الملتهبْ
كأنَّ السرايا بين قوٍّ وقارةٍ
عصائبُ طير ينتحين لمشرب
وقد كنتُ أخشى أن أموتَ ولم تقم
قرائبُ عمرو وسطَ نوحٍ مسلب
شفى النفسَ مني أو دنا منْ شفاتها
ترديهمُ العوالي في الثقاف المثقب
كتائبُ تزجى فوق كلِّ كتيبةٍ
لواءٌ كظلِّ الطائر المتقلبِ
لا تذكري مهري وما أطعمته
فيكون جلدك مثل جلد الأجربَ
إنَّ الغبوق له وأنتِ مسوءةٌ
فتأوهي ما شئت ثمّ تحوبي
كذبَ العتيقُ وماءُ شنٍّ باردٍ
إن كنتِ سائلتي غبوقا فاذهبي
إن الرجال لهمْ إليكِ وسيلةٌ
إنْ يأخذوكِ تكحلي وتخضبي
ويكونُ مركباتِ القعود ورحله
وابنُ النعامةِ يومَ ذلك مركبي
إني أحاذرُ أن تقولَ ظعينتي
هذا غبارٌ ساطعٌ فتلبب
وأنا اورؤٌ إنْ يأخذوني عنوةً
أقرنْ إلى شرِّ الركاب وأجنب
حسناتي عند الزمانِ ذنوبُ
وفعالي مذمةٌ وعيوبُ
ونصيبي من الحبيبِ بعادٌ
ولغيري الدنوُّ منه نصيب
كلّ يومٍ يبري السقام محبٌّ
من حبيبٍ وما لسقمي طبيب
فكأنَّ الزمانَ يهوى حبيباً
وكأن على الزمانِ رقيبُ
إن طيفَ الخيالِ يا عبل يشفى
ويداوى بهِ فؤادي الكئيب
وهلاكي في الحبِّ أهونُ عندي
من حياتي إذا جفاني الحبيب
يا نسيمَ الحجازِ لولاكَ تطفا
نار قلبي أذابَ جسمي اللهيبُ
لك مني إذا تنفستُ حرٌّ
ولرياك من عبيلةَ طيبُ
ولقد ناح في الغصونِ حمامٌ
فشجاني حنينهُ والنحيبُ
باتَ يشكو فراقَ إلفٍ بعيدٍ
وينادي أنا الوحيدُ الغريب
يا حمام الغصونِ لو كنتَ مثلي
عاشقاً لم يرقكَ غصنٌ رطيب
فاترك الوجدَ والهوى لمحبٍّ
قلبه قدْ أذابهُ التعذيب
كلَّ يومٍ له عتابٌ معَ الدهـ
ـر وأمرٌ يحارُ فيهِ اللبيب
وبلايا ما تنقضي ورزايا
ما لها من نهايةٍ وخطوب
سائلي يا عبيلَ عني خبيراً
وشجاعاً قد شيبته الحروب
فسينبيك أنَّ في حدّ سيفي
ملكَ الموتِ حاضرٌ لا يغيب
وسناني بالدارِ عين خبيرٌ
فأسأليهِ عما تكونُ القلوب
كمْ شجاعٍ دنا إليَّ ونادى
يا لقومي أنا الشجاع المهيبُ
ما دعاني إلا مضى يكدمُ الأر
ضَ وقدْ شقتْ عليهِ الجيوبُ
ولسمرِ القنا إليَّ انتسابٌ
وجوادي إذا دعاني أجيب
يضحكُ السيفُ في يدي وينادي
وله في بنانِ غيري نحيب
وهو يحمي معي على كلِّ قرنٍ
مثلما للنسيبِ يحمي النسيب
فدعوني من شربِ كأسِ مدامٍ
من جوارٍ لهنَّ ظرفٌ وطيب
ودعوني أجرُّ ذيلَ فخارٍ
عندما تخجلُ الجبانَ العيوب
دعني أجدُّ غلى العلياءِ في الطلبِ
وأبلغُ الغايةَ القصوى منَ الرتب
لعلَّ عبلةَ تضحي وهي راضيةٌ
على سوادي وتمحو صورةَ الغضبِ
إذا رأتْ سائر الساداتِ سائرةً
تزورُ شعري بركن البيت في رجب
يا عبلَ قومي انظري فعلي ولا تسلي
عني الحسودَ الذي ينبيكِ بالكذبِ
إذا أقبلت حدقُ الفرسانِ ترمقني
وكلُّ مقدامِ حربٍ مالَ للهربِ
فما تركتُ لهمْ وجهاً لمنهزم
ولا طريقاً ينجيهم من العطب
فبادري وانظري طعناً إذا نظرتْ
عينُ الوليد إليه شابَ وهو صبي
خلقتُ للحربِ أحميها إذا بردتْ
وأصطليِ نارها في شدةِ اللهبِ
بصارمٍ حيثما جردته سجدتْ
له جبابرةُ الأعجامِ والعربِ
وقد طلبتُ من العلياءِ منزلةً
بصارمي لا بأمي لا ولا بإبي
فمنْ أجاب نجا مما يحاذره
ومنْ أبى ذاقَ طعمَ الحرب والحرب
أعاتبُ دهراً لا يلينُ لعاتبِ
وأطلبُ امنا منْ صروف النوائب
وتوعدني الأيام وعداً تغرني
وأعلمُ حقاًّ أنهُ وعدُ كاذبُ
خدمتُ أناساً واتخذتُ أقارباً
لعوني ولكن أصبحوا كالعقارب
ينادونني في السلم يا بن زبيبةٍ
وعند صدام الخيل يابنَ الأطايب
ولولا الهوى ما ذلّ مثلي لمثلهم
ولا خضعتْ أسدُ الفلا للثعالبِ
سيذكرني قومي إذا الخيلُ أصبحتْ
يجولُ بها الفرسانُ بينَ المضاربِ
فإنْ همْ نسوني فالصوارمُ والقنا
تذكرهمْ فعلي ووقعَ مضاربي
قيا ليتَ لأت الدهرَ يدني أحبتي
إلي كما يدني إليَّ مصائبي
وليتَ خيالاً منك يا عبلَ طارقاً
يرى فيضَ جفني بالدموع السواكب
سأصبرُ حتى تطرحني عواذلي
وحتى يضجّ الصبرُ بين جوانبي
مقامك في جوِّ السماءِ مكانه
وباعي قصيرٌ عن نوال الكواكب
وغداةَ صبحنَ الجفارَ عوابساً
يهدي أوائلهنَّ شعث شزبُ




قصيدة : قافية الدال

نحا فارسُ الشهباءِ والخيلُ جنحٌ
على فارسٍ بين الأسنةِ مقصدِ
ولولا يدٌ نالته منا لأصبحتْ
سباعٌ تهادى شلوهُ غيرَ مسندِ
فلا تكفر النعمى وأثن بفضلها
ولا تأمننْ ما يحدثُ اللهُ في غدِ
فإنْ يكُ عبدُ اللهِ لاقى فوارساً
يردون خالَ العارض المتوقدِ
فقد أمكنتْ منكَ الأسنةُ غانياً
فلم تجز إذ تسعى قتيلا بمعبد
هديكم خيرٌ أباً من أبيكم
أعف وأوفى بالجوار وأحمدُ
وأطعنُ في الهيجا إذا الخيلُ صدها
غداة الصباح السمهريُّ المقصد
فهلا وفى الفغواءِ عمرو بنُ جابرٍ
بذمتهِ وابنُ اللقيطة عصيدُ
سيأتيكم عني وإن كنتَ نائياً
دخان العلندى دون بيتي مذودُ
قصائدُ من قيلِ امرئٍ يحتذيكم
بني العشراءِ فارتدوا وتقلدوا
تركتُ جريةَ العمريَّ فيهِ
شديدُ العيرْ معتدلٌ سديدُ
تركتُ بني الهجيم لهم دوار
إذا تمضي جماعتهمْ تعودُ
إذا يقع السهام بجانبيه
تأخر قابعاً فيهِ صدودُ
فإنْ يبرأْ فلم أنفث عليهِ
وإن يفقدْ فحقَّ له الفقود
وهلْ يدري جرية أن نبلي
يكونُ جفيرها البطلُ النجيد
كأنَّ رماحهمْ أشطانُ بئرٍ
لها في كلِّ مدلجةٍ خدود
وللموتُ خيرٌ للفتى من حياته
إذا لم يثبْ للأمر إلا بقائد
فعالج جسيمات الأمور ولا تكنْ
هبيتَ الفؤادِ همة للسوائدِ
إذا الريح جاءت بالجهام تشلهُ
هذاليلهُ مثلُ القلاص الطرائدِ
وأعقبَ نوءُ المدبرين بغبرةٍ
وقطر قليل الماءِ بالليل باردِ
كفى حاجةَ الأضياف حتى يريحها
على الحيِّ منا كلُّ أروعَ ماجدِ
تراه بتفريج الأمور ولفها
لما نالَ من معروفها غيرَ زاهد
وليسَ أخونا عند شرٍّ يخافهُ
ولا عندَ خيرٍ إن رجاهُ بواحدِ
إذا قيلَ من للمعضلاتِ أجابه
عظام اللهى منا طوال السواعد
إذا جحدَ الجميلُ بنو قرادٍ
وجازى بالقبيح بنو زيادِ
فهمْ ساداتُ عبسٍ أينَ حلوا
كما زعموا وفرسانُ البلادِ
ولا عيبٌ عليَّ ولا ملامٌ
إذا أصلحتُ حالي بالفسادِ
فإنَّ النارِ تضرمُ في جماد
إذا ما الصخرُ كرَّ على الزنادِ
ويرجى الوصلُ بعدَ الهجر حيناً
كما يرجى الدنوُّ منَ البعادِ
حلمتُ فما عرفتمْ حقَّ حلمي
ولا ذكرتْ عشيرتكمْ ودادي
سأجهلُ بعدَ هذا الحلم حتى
أريقُ دمَ الحواضر والبوادي
ويشكو السيفُ من كفي ملالاً
ويسأمُ عاتقي حملَ النجاد
وقد شاهدتم في يوم طيٍّ
فعالي بالمهندة الحداد
رددتُ الخيلَ خاليةً حيارى
وسقتُ جيادها والسيفُ حادي
ولو أنَّ السنانَ له لسانٌ
حكى كمْ شكَّ درعاً بالفؤاد
وكم داعٍ دعا في الحرب باسمي
وناداني فخضتُ حشا المنادي
بقد عاديتَ يا بنَ العمِّ ليثاً
شجاعاً لا يملُّ منَ الطراد
يردُّ جوابهُ قولاً وفعلاً
ببيضِ الهند والسمرِ الصعاد
فكنْ يا عمرو منهُ على حذارٍ
ولا تملأ جفونكَ بالرقاد
ولولا سيدٌ فينا مطاعٌ
عظيمُ القدرْ مرتفعُ العماد
أقمتُ الحقَّ بالهنديِّ رغماً
وأظهرتُ الضلال من الرشاد
أرضُ الشربةِ شعبٌ ووادي
رحلتُ وأهلها في فؤادي
يحلونَ فيه وفي ناظري
وإن أبعدوا في محلِّ السواد
إذا خفقَ البرقُ منْ حيهمْ
أرقتُ وبتُّ حليفَ السهاد
وريحُ الخزامى يذكرُ أنفي
نسيمَ عذارىَ وذات الأيادي
أيا عبلُ مني بطيفِ الخيالِ
على المستهامِ وطيب الرقاد
عسى نظرةٌ منكِ تحيا بها
حشاشةُ ميتِ الجفا والبعاد
أيا عبلُ ما كنتُ لولا هواكِ قليلَ الصديق كثير الأعادي
وحقك لا زالَ ظهرُ الجوادِ
مقيلي وسيفي ودرعي وسادي
إلى أن أدوسَ بلادَ العراقِ
وأفني حواضرها والبوادي
إذا قامَ سوقٌ لبيع النفوسِ
ونادى وأعلنَ فيه المنادي
وأقبلتِ الخيلُ تحتَ الغبارِ
بوقع الرماح وضربِ الحداد
هنالكَ أصدمُ فرسانها
فترجعُ مخذولةً كالعماد
وأرجعُ والنوق موقورةٌ
تسيرُ الهوينى وشيبوبُ حادي
وتسهرُ لي اعينُ الحاسدينَ
وترقدُ أعينُ أهلِ الوداد

الا منْ مبلغٌ أهلَ الجحودِ
مقال فتىً وفيٍّ بالعهودِ
سأخرجُ للبرازِ خليَّ بالِ
بقلبٍ قد منْ زبرِ الحديدِ
وأطعنُ بالقنا حتى يراني
عدوي كالشرارةِ منْ بعيد
إذا ما الحربُ دارتْ لي رحاها
وطابَ الموتُ للرجلِ الشديد
ترى بيضاً تشعشعُ في لظاها
قد التصقتْ بأعضادِ الزنود
فأقحمها ولكنْ مع لاجالٍ
كأنَّ قلوبها حجرُ الصعيد
وخيلٌ عودتْ خوضَ المنايا
تشيبُ مفرقَ الطفل الوليد
سأحملُ بالأسودِ على أسودٍ
وأخضبُ ساعدي بدمِ الأسود
بمملكةٍ عليها تاجُ عزٍّ
وقومٍ من بني عبسٍ شهود
فأما القائلونَ هزبرُ قومٍ
فذاك الفخرُ لا شرفُ الجدود
وأما القائلون قتيلُ طعنٍ
فذلك مصرع البطلِ الجليد
صحا من بعدِ سكرته فؤادي
وعاود مقلتي طيبُ الرقادِ
وأصبح منْ يعاندني ذليلاً
كثيرَ الهمِّ لا يفديه فاديِ
يرى في نومه فتكات سيفي
فيشكو ما يراهُ إلى السواد
ألا يا عبل قد عاينتِ فعلي
وبان لكِ الضلالُ من الرشاد
وإنْأبصرتِ مثلي فاهجريني
ولا يلحقكِ عارٌ من سوادي
وإلاَّ فاذكري طعني وضربي
إذا ما لجَّ قومك في بعادي
طرقتُ ديارَ كندةَ وهيَ تدوي
دويَّ الرعدِ من ركضِ الجياد
وبددتُ الفوارس في رباها
بطعنٍ مثلِ أفواهِ المزاد
وخثعم قد صبحناها صباحاً
بكوراً قبلَ ما نادى المنادي
غدوا لما رأوا من حدِّ سيفي
نذيرَ الموت في الأرواحِ حادي
وعدنا بالنهاب وبالسرايا
وبالأسرى تكبلُ بالصفاد
ألا يا عبل ضيعتِ العهودا
وأمسى حبلكِ الماضي صدودا
وما زالَ الشباب ولا اكتهلنا
ولا أبلى الزمانُ لنا جديدا
وما زالتْ صوارمنا حدادا
تقدُّ بها أنامانا الحديدا
سلي عنا الفزاريين لما
شفينا من فوارسها الكبودا
وخلينا نساءهم حيارى
قبيلَ الصبحِ يلكمنَ الخدودا
ملأنا سائرَ الأقطار خوفاً
فأضحى العالمونَ لنا عبيدا
وجاوزنا الثريا في علاها
ولم نتركْ لقاصدنا وفودا
إذا بلغَ الفطامَ لنا صبيٌّ
تخرُّ له أعادينا سجودا
فمنْ يقصد بداهية إلينا
يرى منا جبابرةً أسودا
ويومَ البذلِ نعطي ما ملكنا
ونملا الأرضَ إحساناً وجودا
وننعل خيلنا في كلِّ حربٍ
عظاماً دامياتٍ أو جلودا
فهلْ منْ يبلغ النعمان عنا
مقالا سوف يبلغهُ رشيدا
إذا عادتْ بنو الأعجام تهوى
وقد ولت ونكست البنودا
أعادي صرف دهرٍ لا يعادى
وأحتملُ القطيعةَ والبعادا
وأظهرُ نصحَ قومٍ ضيعوني
وإن خانتْ قلوبهمُ الودادا
أعلل بالمنى قلباً عليلاً
وبالصبر الجميل وإن تمادى
تعيرني العدا بسواد جلدي
وبيضُ خصائلي تمحو السوادا
سلي يا عبل قومك عن فعالي
ومن حضر الوقيعةَ والطرادا
وردتُ الحربَ والأبطالُ حولي
تهزُّ أكفها السمرَ الصعادا
وخضتُ بمهجتي بحرَ المنايا
ونارُ الحربِ تتقد اتقادا
وعدتُ مخضباً بدم الأعادي
وكربُ الركض قد خضبَ الجوادا
وكمْ خلفتُ من بكرٍ رداحٍ
بصوت نواحها تشجي الفؤادا
وسيفى مرهفُ الحدينِ ماضٍ
تقدُّ شفاره الصخرَ الجمادا
ورمحي ما طعنتُ به طعيناً
فعادَ بعينه نظرَ الرشادا
ولولا صارمي وسنانُ رمحي
لما رفعتْ بنو عبسٍ عمادا
لأيِّ حبيبٍ يحسنُ الرأيُ والودُّ
وأكثر هذا الناس ليس لهم عهدُ
أريدُ من الأيام ما لا يضرها
فهل دافعٌ عني نوائبها الجهد
وما هذه الدنيا لنا بمطيعةٍ
وليس لخلقٍ من مداراتها بدُّ
تكونُ الموالي والعبيدُ لعاجزٍ
ويخدمُ فيها نفسهَ البطل الفرد
وكلّ قريبٍ لي بعيد مودةٍ
وكلّ صديق بين اضلعه حقد
فللهِ قلبٌ لا يبلُّ غليله
وصالٌ ولا يليه من حله عقد
يكلفني أن أطلبَ العزَّ بالفنا
وأين العلاَ إن لم يساعدنيِ الجدُّ
أحبُّ كما يهواه رمحي وصارمي
وسابغةٌ زغفٌ وسابغةٌ نهدُ
فيا لكَ من قلبٍ توقدَ في الحشا
وبا لكَ من دمعٍ غزيرٍ لهُ مدُّ
وإن تظهر الأيامَ كلّ عظيمةٍ
فلي بين أضلاعي لها أسدٌ وردُ
إذا كان لا يمضي الحساُ بنفسهِ
فللضاربِ الماضي بقائمه حدُّ
وحوليَ من دون الأنامِ عصابةٌ
توددها يخفى وأضغانها تبدو
يسرَّ الفتى دهرٌ وقد كان ساءه
وتخدمه الأيام وهو لها عبد
ولا مالَ إلا ما أفادكَ نيله
ثناءً ولا مالٌ لمنْ لا لهُ مجد
ولا عاش إلا منْ يصاحبُ فتية
غطاريفَ لا يعنيهم النحسُ والسعدُ
إذا طولبوا يوماً إلى الغزو شمروا
وإن ندبوا يوماً إلى غارةٍ جدوا
ألا ليتَ شعري هلْ تبلغني المنى
وتلقى بي الأعداءَ سابحةٌ تعدو
جوادٌ إذا شقَّ المحافلَ صدرهُ
يروحُ إلى ظعنِ القبائلِ أو يغدو
خفيفٌ على إثرِ الطريدةِ في الفلا
إذا هاجبِ الرمضاءُ واختلفَ الطردُ
ويصحبني إلى آلِ عبسٍ عصابةٌ
لها شرفٌ بين القبائل يمتدُّ
بهاليلُ مثلُ الأسدِ في كلِّ موطن
كأنَّ دمَ الأعداءِ في فمهم شهدُ
جازتْ ملماتِ الزمانِ حدودها
واستفرغتْ أيامها مجهودها
وقضتْ علينا بالمنونِ فعوضتْ
بالكرهِ من بيضِ الليالي سودها
باللهِ ما بالُ الأحبةِ أعرضتْ
عنا ورامتْ بالفراقِ صدودها
رضيتْ مصاحبةَ البلى واستوطنتْ
بعدَ البيوتِ قبورها ولحودها
حرصتْ عى طول البقاءِ وإنما
مبدي النفوس أبادها ليعيدها
عبثتٍ بها الأيامُ حتى أوثقتْ
أيدي البلى تحت الترابِ قيودها
فكأنما تلك الجسومُ صوارمٌ
نحتَ الحمام من اللحود غمودها
نسجت يدُ الأيامِ من أكفانها
حللاً وألقتْ بينهنَّ عقودها
وكسا الربيعُ ربوعها أنواره
لما سقتها الغادياتُ عهودها
وسرى بها نشرُ النسيم فعطرتْ
نفحاتُ أرواح الشمالِ صعيدها
هل عيشةٌ طابت لنا إلا وقد
أبلى الزمانُ قديمها وجديدها
أو مقلةٌ ذاقت كراها ليلةً
إلا وأعقيتِ الخطوبُ هجودها
أو بنيةٌ للمجدِ شيدَ أساسها
إلا وقد هدمَ القضاءُ وطيدها
شقتْ على العليا وفاةُ كريمةٍ
شقتْ عليها المكرماتُ برودها
وعزيزة مفقودة قد هونتْ
مهجُ النوافلِ بعدها مفقودها
ماتت ووسدتِ الفلاةَ قتيلةً
يا لهفَ نفسي إذ رأت توسيدها
يا قيسُ إن صدورنا وقدتْ بها
نارٌ بأضلعنا تشبُّ وقودها
فانهض~ لأخدِ الثأر غيرَ مقصر
حتى تبيدَ من العداةِ عديدها
إذا فاض دمعي واستهلَّ على خدي
وجاذبني شوقي إلى العلم السعدي
أذكر قومي ظلمهمْ لي وبغيهم
وقلةَ إنصافي على القربِ والبعدِ
بنيتُ لهم بالسيفِ مجداً مشيداً
فلما تناهى مجدهمْ هدموا مجدي
يعيبون لوني بالسواد وإنما
فعالهم بالخبث أسودُ من جلدي
فوا ذلَّ جيراني إذا غبتُ عنهم
وطال المدى ماذا يلاقونَ من بعديِ
أتحسبُ قيسٌ أنني بعد طردهم
أخافُ الأعادي أو أذلُّ من الطرد
وكيف يحلُّ الذلُّ قلبي وصارميِ
إذا اهتزَّ قلبُ الضدِّ يخفقُ كالرعد
متى سلَّ في كفي بيوم كريهةٍ
فلا فرقَ ما بين المشايخ والمرد
وما الفخر أن تكون عمامتي
مكورة الأطرافش بالصارم الهندي
نديمي إما غيتما بعد سكرةٍ
فلا تذكرا أطلالَ سلمى ولا هند
ولا تذكروا لي غير خيلٍ مغيرةٍ
ونقع غبارٍ حالك اللون مسودّ
فإن غبارَ الصافنات إذا علا
نشقتُ له ريحاً ألذَّ من الند
وريحانتي رمحي وكاساتُ مجلسي
جماجمُ ساداتٍ حراصٍ على المجد
ولي من حسامي كلّ يوم على الثرى
نقوشُ دمٍ تغني الندامى عن الورد
وليسَ يعيبُ السيفَ إخلاقُ غمده
إذا كان في يوم الوغى قاطعَ الحدِّ
فللهِ دري كمْ غبارٍ قطعته
على ضامر الجنبين معتدل القد
وطاعنتُ عنه الخيل حتى تبددتْ
هزاماً كأسرابِ القطاءِ إلى الورد
فزارةُ قد هيجتم ليتَ غابةٍ
ولم تفرقوا بينَ الضلالةِ والرشد
فقولوا لحصنِ إنْ تعاني عداوتي
يبيتُ على نار من الحزن والوجد
فخرُ الرجالِ سلاسلٌ وقيودُ
وكذا النساءُ بخانقٌ وعقودُ
وإذا غبار الخيل مدَّ رواقهُ
سكري به لا ماجنى العنقودُ
يا دهرُ لا تبقِ عليّ فقد دنا
ما كنتُ أطلبُ قبل ذا وأريد
فالقتلُ لي من بعد عبلةَ راحةٌ
والعيش بعدَ فراقها منكود
يا عبل قدْ دنتِ المنية فاندبي
إن كان جفنكِ بالدموع يجود
يا عبل إنْ تبكي عليَّ فقد بكى
صرف الزمانِ عليَّ وهو حسود
يا عبل إن سفكوا دمي ففعائلي
في كلّ يومٍ ذكرهنَّ جديد
لهفي عليكِ إذا بقيتِ سبيةً
تدعين عنترَ وهو عنكِ بعيد
ولقد لقيتُ الفرسَ يا بنية مالكٍ
وجيوشها قد ضاق عنها البيد
وتموج موج البحر إلا أنها
لاقتْ أسوداً فوقهنَّ حديد
جاروا فحكمنا الصوارمَ بيننا
فقضتْ وأطرافُ الرماح شهود
يا عبل كم من جحفلٍ فرقته
والجوُّ أسودُ والجالُ تميد
فسطا عليَّ الدهرُ سطوةَ غادرٍ
والدهرُ يبخلُ تارةً ويجود
إذا رشقتْ قلبي سهامٌ من الصدِّ
وبدلَ قربي حادثُ الدهر بالبعدِ
لبست لها درعاً من الصبر مانعاً
ولاقيتُ جيشَ الشوق منفرداً وحدي
وبتُّ بطيفٍ منكِ يا عبل قانعاً
ولوْ باتَ يسري في الظلام على خدي
فباللهِ يا ريحَ الحجاز تنفسي
على كبدٍ حرى تذوبُ من الوجد
ويا برق إن عرضت من جانب الحمى
فحيِّ بني عبسٍ على العلم السعدي
وإن خمدت نيرانُ عبلة موهناً
فكن أنت في أكنافها تيرَ الوقد
وخلِّ الندى ينهلُّ فوقَ خيامها
يذكرها أني نيرَ الوقد
وخلِّ الندى ينهلُّ فوقَ خيامها
يذكرها أني مقيمٌ على العهد
عدمتُ اللقا إن كنتُ بعد فراقها
رقدتُ وما مثلتُ صورتها عندي
وما شاقَ قلبي في الدجى غيرُ طائرٍ
ينوح على غصنٍ رطيب من الرند
به مثلُ ما بي فهو يخفي من الجوى
كمثل الذي أخفي ويبدي الذي أبدي
ألا قاتلَ الله الهوى كم بسيفهِ
قتيلُ غرامٍ لا يوسدُ في اللحدِ
أحرقتني نارُ الجوى والبعادِ
بعد فقدِ الأوطانِ والأولادِ
شابَ رأسي فصارَ أبيضَ لوناً
بعدما كان حالكاً بالسواد
وتذكرتُ عبلةَ يو/َ جاءت
لوادعي والهمُّ والوجد بادي
وهي تذري من خيفةِ البعدِ دمعاً
مستهلا بلوعةٍ وسهاد
قلتُ كفي الدموعَ عنك فقلبي
ذاب حزناً ولوعتي في ازياد
ويحْ هذا الزمانِ كيفَ رماني
بسهامٍ صابتْ صميمَ فؤادي
غير أني مثلُ الحسام إذا ما
زاد صقلاً جادَ يوم جلاد
حنكتني نوائبُ الدهر حتى
أوقفتني على طريق الرشادِ
ولقيتُ الأبطالَ في كل حربٍ
وهزمتُ الرجال في كلِّ وادي
وتركتُ الأبطالَ في كل حربٍ
وهزمتُ الرجال في كلِّ وادي
وتركتُ الفرسانَ صرعى بطعنٍ
من سنانٍ يحكي رؤووس المزاد
وحسام قد كنتُ من عهد شدا
د قيماً وكان من عهدِ عاد
وقهرتُ الملوكَ شرقاً وغرباً
وأبدتُ الأقران يوم الطراد
قلَّ صبري على فراق غضوبٍ
وهو قد كان عدتي واعتمادي
وكذا عروةٌ وميسرةٌ حا
مي حمانا عند اصطدام الجياد
لأفكنَّ أسرهم عن قريبٍ
من أيادي الأعداءِ والحساد
بين العقيق وبين برقةِ ثهمدِ
طللٌ لعبلةَ مستهلُّ المعهد
يا مسرحَ الآرام في وادي الحمى
هل فيكَ ذو شجنٍ يروحُ ويغتدى
في أيمن العلمين درسُ معالمٍ
أوهى بها جلدي وبانَ تجلدي
من كلِّ فاتنةٍ تلفتَ جيدها
مرحاً كسالفةِ الغزالِ الأغيد
يا عبل كم يشجى فؤادي بالنوى
ويروعني صوتُ الغرابِ الأسود
كيف السلوُّ وما سمعتُ حمائماً
يندبن إلا كنتُ أولَ منشد
ولقد حبستُ الدمعَ لا بخلاً به
يوم الوداع على رسوم المعهدِ
وسألتُ طيرَ الدوح كم مثلي شجا
بأنينهِ وحنينهِ المتردد
ناديته ومدامعي منهلة
أين الخليُّ من الشجيِّ المكمدِ
لو كنتَ مثلي ما لبثتَ ملاوةً
وهتفتَ في غصن النقا المتأود
رفعوا القبابَ على وجوهٍ أشرقتْ
فيها فغيبت السها في الفرقدِ
واستوكفوا ماءَ العيونِ بأعين
مكحولة بالسحر لا بالإثمدِ
والشمسُ بين مضرجٍ ومبلجٍ
والغصنُ بين موشح ومقلدِ
يطلعن بين سوالفٍ ومعاطف
وقلائد من لؤلؤٍ وزبرجدِ
قالوا اللقاء غداً بمنعرج اللوى
واطولَ شوقِ المستهام إلى غد
وتخال أنفاسي إذا رددتها
بين الطلول محتْ نقوشَ المبرد
وتنوفةٍ مجهولةٍ قد خضتها
بسنان رمحٍ ناره لم تخمدِ
باكرتها في فتية عبسيةٍ
من كلِّ أروع في الكريهةِ أصيدِ
وترى بها الراياتِ تخفقُ والقنا
وترى العجاجَ كمثل بحرٍ مزبد
فهناك تنظر آلُ عبسٍ موقفي
والخيلُ تعثر بالوشيج الأملدِ
وبوارق البيض الرقاقِ لوامعٌ
في عارضٍ مثلْ الغمام المرعدِ
وذوابلُ السمر الدقاق كأنها
تحتَ القتام نجومُ ليلٍ أسود
وحوافرُ الخيل العتاق على الصفا
مثلُ الصواعق في قفار الفدفدِ
باشرتُ موكبها وخضتُ غبارها
أطفأتُ جمرَ لهيبها المتوقدِ
وكررتُ والأبطالُ بين تصادمٍ
وتهاجمٍ وتحزبٍ وتشدد
وفوارسُ الهيجاءِ بين ممانعٍ
ومدافعٍ ومخادعٍ ومعربدِ
والبيضُ تلمعُ والرماحُ عواسلٌ
ومدافعٍ ومخادعٍ ومعربدِ
والبيضُ تلمعُ والرماحُ عواسلٌ
والقومُ بين مجدلٍ ومقيد
وموسد تحت التراب وغيره
فوق الترابِ يئنّ غيرَ موسدِ
والجوُّ أقتمُ والنجومُ مضيئةٌ
والأفق مغبرُّ العنانِ الأربد
أقحمتُ مهري تحت ظل عجاجةٍ
بسنان رمحٍ ذابلٍ ومهندِ
رغمت أنفَ الحاسدين بسطوتي
فغدوا لها من راكعين وسجد
إذا الريحُ هبتْ ربى العلم السعدي
طفا بردها حرّ الصبابةِ والوجد
وذكرني قوماً حفظت عهودهم
فما عرفوا قدري ولا حفظوا عهدي
ولولا فتاةٌ في الخيام مقيمةٌ
لما اخترتُ قرب الدار يوماً على البعد
مهفهفةٌ والسحر من لحظاتها
إذا كلمت ميتاً يقوم من اللحد
أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها
تقول إذا اسودَّ الدجى فاطلعي بعدي
وقال لها البدرُ المنير ألا اسفري
فإنك مثلي في الكمال وفي السعد
فولتْ حياءً ثم أرختْ لثامها
وقد نثرت من خدها رطبَ الورد
وسلتْ حساماً من سواجي جفونها
كسيف أبيها القاطع المرهف الحدِّ
تقاتل عيناها به وهو مغمدٌ
ومن عجبٍ أن يقطع السيف في الغمد
مرنحةُ الأعطاف مهضومةُ الحشا
منعمةُ الأطرافِ مائسة القدِّ
يبيتُ فتاتُ المسكِ تحت لثامها
فيزدادُ من أنفاسها أرجُ الندِّ
ويطلعُ ضوءُ الصبح تحت جبينها
فيغشاه ليلٌ من دجى شعرها الجعد
وبينَ ثناياها إذا ما تبسمتْ
مديرُ مدامٍ يمزجُ الراح بالشهد
شكا نحرها من عقدها متظلماً
فواحربا من ذلك النحر والعقد
فهل تسمحُ الأيامُ يابنةَ مالكٍ
بوصل يداوي القلبَ من ألم الصدِّ
سأحلم عن قومي ولو سفكوا دمي
وأجرعُ فيكِ الصبرَ دونَ الملا وحدي
وحقكِ،أشجاني التباعد بعدكم
فهل أنتم أشجاكم البعد من بعدي
حذرتُ من البين المفرقِّ بيننا
وقد كان ظني لا افارقكم جهدي
فإن عاينتْ عيني المطايا وركبها
فرشتُ لدى أخفافها صفحةَ الخدِّ
لعوبٌ بألباب الرجال كأنها
إذا أسفرتْ بدرٌ بدا في المحاشدِ
شكتْ سقماً كيما تعادُ وما بها
سوى فترة العينين سقمٌ لعائد
من البيض لا تلقاكَ إلا مصونةً
وتمشي كغصن البانِ بين الولائد
كأن الثريا حين لاحت عشيةً
على نحرها منظومةٌ في القلائد
منعمةُ الأطراف خودٌ كأنها
هلالٌ على غصنٍ من البان مائد
حوى كلَّ حسن في الكواعب شخصها
فليس بها إلا عيوبُ الحواسد
إذا كان دمعي شاهدي كيفَ أجحدُ
ونارُ اشتياقي في الحشا تتوقدُ
وهيهات يخفي ما أكنُّ من الهوى
وثوب سقامي كلَّ يوم يجدد
أقاتلُ أشواقي بصبري تجلداً
وقبليَ في قيد الغرامِ مقيد
إلى الله أشكو جورَ قومي وظلمهم
إذا لم أجدْ خلاًّ على البعد يعضدُ
خليليَّ أمسى حبُّ عبلة قاتلي
وبأسي شديدٌ والحسامُ مهند
حرامٌ عليّ النومَ يابنةَ مالكٍ
ومنْ فرشهُ جمرُ الغضا كيف يرقدُ
سأندبُ حتى يعلمَ الطيرُ أنني
حزينٌ ويرثي لي الحمامُ المغردُ
وألثمُ أرضاً أنتِ فيها مقيمةٌ
لعلَّ لهيبي من ثري الأرض يبردُ
رحلتِ وقلبي يابنةَ العمِّ تائهٌ
على أثرِ الأظعانِ للركب ينشد
لئن يشمتِ الأعداءُ يا بنتَ مالكٍ
فإنَّ ودادي مثلما كان يعهد



قصيدة : قافية الحاء

أعاتب دهراً لا يلينُ لناصح
وأخفي الحوى في القلب والدمعُ فاضحي
وقومي مع الأيام عونٌ على دمي
وقد طلبوني بالقنا والصفائح
وقد أبعدوني عن حبيب أحبه
فأصبحتُ في قفر عن الإنس نازح
وأيسرُ من كفي إذا ما مددتها
لنيل عطاءٍ مدُّ عنقيِ لذابح
فيا ربِّ لا تجعلْ حياتي مذمةً
ولا موتتي بين النساءِ النوائح
ولكنْ قتيلاً يدرجُ الطيرُ حوله
وتشربُ غربانُ الفلا من جوانحي
إذا لاقيتَ جمعَ بني أبانٍ
فإني لائمٌ للجعدِ لاحي
كأنَّ موشر العضدين حجلاً
هدوجاً بين أقلبةٍ ملاح
تضمنَ نعمتي فغدا عليها
بكوراً أو تعجلَ في الرواح
المْ تعلمَ لحاكَ الله أني
أجمُّ إذا لقيت ذوي الرماح
كسوتُ الجعدَ جعدَ بني أبنٍ
سلاحي بعد عريٍ وافتضاح
طربتَ وهاجتكَ الظباءُ السوارحُ
غداةَ غدتْ منها سنيحٌ وبارحُ
تغالتْ بيَ الأشواقُ حتى كأنما
بزندين في جوفي منَ الوجدْ قادح
وقد كنتَ تخفي حبَّ سمراءَ حقبةً
فبحْ لانَ منها بالذي أنتَ بائح
لعمري لقد أعذرت لو تعذرينني
وخشنتِ صدراً جيبه لك ناصحُ
أعاذل كم من يوم حربٍ شهدتهُ
له منظرٌ بادي النواجذ كالح
فلم أرَ حيا صابروا مثلَ صبرنا
ولا كافحوا مثلَ الذينَ نكافح
إذا شئت لاقاني كميٌّ مدججٌ
على أعوجيٍّ بالطعانِ مسامح
نزاحفُ زحفاً أو نلاقي كتيبةً
تطاعننا أو يذعرُ السرحَ صائحُ
فلما التقينا بالجفار تصعصعوا
وردتْ على أعقابهنَّ المسالحُ
وسارت رجالٌ نحو أخرى عليهمُ الـ
ـحديدُ كما تمشي الجمالُ الدوالح
إذا ما مشوا في السابغاتِ حسبتهمْ
سيولاً وقد جاشتْ بهنَّ الأباطحُ
فأشرعتُ راياتِ وتحتَ ظلالها
من القوم أبناء الحروب المنراجح
ودرنا كما دارت على قطبها الرحى
ودارتْ على هام الرجال الصفائحُ
بهاجرةٍ حتى تغيبَ نورها
وأقبلَ ليلٌ يقبضُ الطرفَ سائح
تداعى بنو عبسٍ بكلِّ مهندٍ
حسامٍ يزيلُ الهامَ والصفُّ جانح
وكلُّ ردينيٍّ كأنَّ سنانه
شهابٌ بدا في ظلمةِ الليل واضح
فخلوا لنا عوذَ النساء وجببوا
عبابيدَ منهم مستقيمٌ وجامحُ
وكلُّ كعاب خدلةَ الساق فخمةٍ
لها منصب في آلِ ضبة طامحُ
تركنا ضراراً بين عانٍ مكبلٍ
وبين قتيلٍ غابَ عنه النوائح
وعمراً وحباناً تركنا بقفرةٍ
تعودهما فيها الضباع الكوالح
يجررن هاماً فلقتها رماحنا
تزيلُ منهنَّ اللحى والمسائح



قصيدة : قافية الجيم

أشاقكَ منْ عبلَ الخيالُ المبهجُ
فقلبكَ منه لاعجٌ يتوهجُ
فقدتَ التي بانت فبتَّ معذباً
وتلك احتواها عنكَ للبين هودجُ
كأنَّ فؤادي يومَ قمت مودعاً
عبيلةَ مني هاربٌ يتمعجُ
خليليَّ ما أنساكما بلْ فداكما
أبي وأبوها أين أينَ المعرجُ
ألما بماء الدحرضينِ فكلما
ديارَ التي في حبها بتُّ ألهجُ
ديارٌ لذات الخدرِ عبلةَ أصبحتْ
بها الأربعُ الهوجُ العواصف ترهجُ
ألا هل ترى إن شطَّ عني مزارها
وأزعجها عنْ أهلها الآن مزعجُ
فهل تبلغني دارها شدنية
هملعةٌ بين القفارِ تهملجُ
تريكَ إذا ولتْ سناماً وكاهلا
وإن أقبلتْ صدراً لها يترجرجُ
عبيلة هذا درُّ نظمٍ نظته
وأنتِ له سلكٌ وحسنٌ ومبهجُ
وقد سرتُ يا بنتَ الكرام مبادراً
وتحتي مهريٌّ من الإبل أهوجُ
بأرضٍ تردى الماءُ من هضباتها
فأصبحَ فيها نبتها يتوهجُ
وأورقَ فيها الآسُ والضال والغضا
ونبقٌ ونسرينٌ ووردٌ وعوسجُ
لئن أضحت الأطلالُ منها خوالياً
كأنْ لم يكن فيها الغزالُ المغنجُ
أغنُّ مليحُ الدلِّ أحورُ أكحل
ازجُّ نقيُّ الخدِّ أبلجُ أدعجُ
له حاجبٌ كانون فوق جفونهِ
وثغرٌ كزهرْ الأقحوانِ مفلجُ
وردفٌ له ثقلٌ وخضرٌ مهفهفُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الزمان


اميرة الزمان

انثى
المشاركات : 5418
العمر : 28
عنتــــرة بن شــــــداد 453210
عنتــــرة بن شــــــداد Empty
تاريخ التسجيل : 22/06/2010

عنتــــرة بن شــــــداد _
مُساهمةموضوع: رد: عنتــــرة بن شــــــداد   عنتــــرة بن شــــــداد Emptyالأربعاء فبراير 23, 2011 11:15 pm

قصيدة : قافية الفاء

ألا هلْ أتاها أن يوم عراعر
شفى سقماً لو كنتِ النفسُ تشتفي
فجئنا على عمياءِ ما جمعوا لنا
بأرعنَ لا خلٍّ ولا متكشفِ
تماروا بنا إذ يمدرون حياضهمْ
على ظهر مقصيٍّ من الأمر محصف
وما نذروا حتى غشيا بيوتهمْ
بغيبة موتٍ مسبل الودق مزعف
فظلنا نكرُّ المشرفيةَ فيهم
وخرصان لدنْ السمهريِّ المثقف
علالتنا في كلِّ يومِ كريهٍ
بأسيافنا والقرحْ لم يتقرفِ
أبينا فلا نعطي السواءَ عدونا
قياماً بأعضادِ السراءِ المعطف
بكلِّ هتوفٍ عجسها رضويةٍ
وسهمٍ كسير آلحميريِّ المؤنف
فإنْ يكُ عزٌّ في قضاعةَ ثابتٌ
فإن لنا برحرحان وأسقفِ
كتائبَ شهباً فوق كلِّ كتيبةٍ
لواءٌ كظل الطائر المتصرف
وغادرنَ مسعوداً كانَّ بنحره
شقيقةَ بردٍ من يمانٍ مفوف
يا عبل قري بوادي الرمل آمنةً
من العداةِ وإن خوفتِ لا تخفي
فدونَ بيتك أسدٌ في أناملها
بيضٌ تقدُّ أعالي البيض والحجف
للهِ درُّ بني عبس لقدْ بلغوا
كلَّ الفخار ونالوا غايةَ الشرف
خافوا من الحربِ لما أبصروا فرسي
تحت العجاجةِ يهوي بي إلى التلف
ثم اقتفوا أثري من بعدِ ما علموا
أن المنيةَ سهمٌ غيرُ منصرف
خضتُ الغبار ومهري أدهمٌ حلكٌ
فعادَ مختصباً بالدمِّ والجيف
ما زلتُ أنصفُ خصمي وهو يظلمني
حتى غدا منْ حسامي غيرَ منتصف
وإن يعيبوا سواداً قد كسيتُ به
فالدرُّ يستره ثوبٌ من الصدف
أمنْ سهية دمعُ العين تذريفُ
لو أن ذا منكِ قبل اليوم معروفُ
كأنها يوم صدتْ ما تكلمني
ظبيٌ بعسفان ساجي الطرف مطروف
تجللتني إذ أهوى العصى قبلي
كأنها صنمٌ يعتادُ معكوف
المالُ مالكم والعبدُ عبدكم
فهل عذابكَ عني اليومَ مصروف
تنسى بلائي إذا ما غارةٌ لقحتْ
تخرجُ عنها الظوالاتُ السراعيف
يخرجنَ منها وقد بلتْ رحائلها
بالماءِ يركضها المردُ الغطاريف
قد أطعنُ الطعنة النجلاءَ عن عرض
تصفرُّ كفُّ أخيها وهو منزوف



قصيدة : قافية الهمزة

رمتِ الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ
بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
مرتْ أوانَ لبعيدِ ين نواهدٍ
مثل الشموس لحاظهن ظباءُ
فاغتالني سقمي الذي في باطني
أخفيتهُ فأذاعه الإخفاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركيْ
أعطافهُ بعدَ الجنوبِ صباءُ
ورنتْ فقلتُ البدرُ ليلةَ تمهِ
قد قلدتهُ نجومها الجوزاءُ
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرها
فيه لداءِ العاشقين شفاءُ
سجدتْ تعظمُ ربها فتمايلت
لجلالها أربابنا العظماءُ
يا عبل مثلُ هواكَ أو أضعافهُ
عندي إذا وقع الاياسُ رجاءُ
إن كان يسعدني الزمانُ فإنني
في همتي بصروفه أرزاءُ
ما زلتُ مرتقياً إلى العلياءِ
حتى بلغت إلى ذرى الجوزاءِ
فهناك لا ألوي على منْ لامني
خوفَ المماتِ وفقةِ الأحياءِ
فلأغضبنَّ عواذلي وحواسدي
ولأصبرنَّ على قلى وجواءِ
ولأحمينَّ النفس عن شهواتها
حتى أرى ذا ذمةٍ ووفاءِ
منْ كان يجحدني فقد برحَ الخفا
ما كنتُ أكتمه عن الرقباءِ
ما ساءني لوني وإسمُ زبيبوٍ
إذ قصرتْ عن الرقباءِ
ما ساءني لوني وإسمُ زبيبةٍ
إذ قصرتْ عن همتي أعدائي
فلئن بقيتُ لأضنعنَّ عجائباً
ولأبكمنَّ بلاغة الفصحاءِ
لئن أكُ أسوداً فالمسكُ لوني
وما لسواد جلدي منْ دواءِ
ولكن تبعدُ الفحشاءُ عني
كبعد الأرض عن جو السماءِ



قصيدة : قافية القاف

قد أوعدوني بأرماحِ معلبةٍ
سودٍ لقطنَ من الحومان أخلاقِ
لم يسلبوها ولم يعطوا بها ثمناً
أيدي النعامِ فلا أسقاهم الساقي
عمرو بن أسودَ فا زباء قاربةٍ
ما الكلاب عليها الظبي معناقِ
سائْ عميرةَ حيث حلت جمعها
عند الحروبِ بأيِّ حيٍّ تلحقُ
أبحيِّ قيس أم بعذرة بعدَ ما
رفعَ اللواءُ لها وبئس الملحق
واسأل حذيفةَ حين أرش بيننا
حرباً ذوائبها بموتٍ تخفق
فلتعلمنَّ إذا التقتْ فرساننا
بلوى النجيرةَ أنَّ ظنكَ أحمق
لقد وجدنا زبيداً غيرَ صابرةٍ
يومَ التقينا وخيلُ الموتِ تستبقُ
إذ أدبروا فعلمنا في ظهورهم
ما تعملُ النار في الحلفى فتحرق
وخالدٌ قد تركتُ الطيرَ عاكفةً
على دماهُ وما في جسمهِ رمقُ
خلقتَ للحربِ أحميها إذا بردتْ
وأصطلي بلظاها حيثُ أحترق
وألتقي الطعنَ تحت النقع مبتسما
والخيلُ عابسةٌ قد بلها العرق
لو سابقتني المنايا وهي طالبةٌ
قبضَ النفوسِ أتاني قبلها السبقُ
ولي جوادٌ لدى الهيجاءِ ذو شغبٍ
يسابق الطيرَ حتى ليس يلتحق
ولي حسامٌ إذا ما سلَّ في رهجٍ
يشقُّ هامَ الأعادي حين يمتشقُ
أنا الهزبرُ إذا خيلُ العدا طلعتْ
يومَ الوغى ودماءُ الشوسِ تندفق
ما عبستْ حومةُ الهيجاءِ وجهَ فتىً
إلا ووجهي إليها باسمٌ طلق
ما سابقَ الناسُ يومَ الفضل مكرمةً
إلا بدرتُ إليها حيثُ تستبق
ترى علمتْ عبيلةُ ما ألاقي
من الأهوال في أرض العراقِ
طغاني بالريا والمكر عمي
وجارَ عليّ في طلب الصداق
فخضتُ بمهجتي حر المنايا
وسرتُ إلى العراق بلا رفاق
وسقتُ النوقَ والرعيانَ وجدي
وعدتُ أجد من نار اشتياقي
وما أبعدتُ حتى ثار خلفي
غبارُ سنابك الخيلِ العتاقِ
وطبقَ كلَّ ناحيةٍ غبارٌ
وأشعلَ بالمهندةِ الرقاقِ
وضجتْ تحته الفرسانُ حتى
حسبتُ الرعدَ محلولَ النطاقِ
فعدت وقد علمتُ بأنَّ عمي
طغاني بالمحال وبالنفاقِ
وبادرتُ الفوارسَ وهي تجري
بطعنٍ في النحور وفي التراقي
وما قصرتُ حتى كلَّ مهري
وقصرَ في السباق وفي اللحاقِ
نزلتُ عن الجواد وسقتُ جيشاً
بسيفي مثلَ سوقي للنياقِ
وفي باقي النهاد ضعفتُ حتى
أسرتُ وقد عيى عضدي وساقي
وفاضَ عليَّ بحرٌ من رجالٍ
بأمواجٍ من السمر الدقاق
وقادني إلى ملكٍ كريم
رفيعٍ قدرهُ في العزِّ راقي
وقد لاقيتُ بين يديهِ ليثاً
كريهَ الملتقى مرَّ المذاق
بوجهٍ مثل ظهرِ الترسِ فيه
لهيبُ النارِ يشعلُ في المآقي
قطعتُ وريده بالسيف جزراً
وعدتُ إليهِ أحجلُ في وثاقي
عساهُ يجودُ لي بمراد عمي
وينعمُ بالجمال وبالنياق
أمسحلُ دونَ ضمكَ والعناق
طعانٌ بالمثقفةِ الدقاقِ
وضربةُ فيصلٍ من كفّ ليث
كريم الجدّ فاقَ على الرفاقِ
ودونَ عبيلةٍ ضربُ المواضي
وطعنٌ منه تكتحلُ المآقي
أنا البطلُ الذي خبرتَ عنه
وذكري شاعَ في كل الآفاق
إذا افتخرَ الجبانُ ببذلِ مالٍ
ففخري بالمضمرة العتاق
وإن طعنَ الفوارسُ صدرَ خصم
فطعني في النجور وفي التراقي
وإني قد سبقتُ لكل فضلٍ
فهل منْ يرتقي مثلي المراقي
ألا فاخبرْ لكندة ما تراهُ
قريباً منْ قتالٍ منْ قتالٍ معْ محاق
وأوصهمُ بما تختار منهمْ
فما لكَ رجعةٌ بعد التلاقي
صحا من سكرهِ قلبي وفاقا
وزارَ النومُ أجفاني استراقا
وأسعدني الزمانُ فصار سعدي
يشقُّ الحجبَ والسبع الطباقا
انا العبدُ الذي يلقى المنايا
غداةَ الروع لا يخشى المحاقا
أكرُّ على الفوارس يوم حرب
ولا أخشى المهندةَ الرقاقا
وتطربني سيوفُ الهند حتى
أهيمُ إلى مضاربها اشتياقا
وإني أعشقُ السمر العوالي
وغيري يعشقُ البيضَ الرشاقا
وكاساتُ الأسنةِ لي شرابٌ
ألذُّ بهِ اصطحاباً واغتباقا
وأطرافُ القنا الخطى نقلي
وريحاني إذا المضمارُ ضاقا
جزى اللهُ الجوادَ اليوم عني
بما يجزي بهِ الخيلَ العتاقا
شققتُ بصدرهِ موجَ المنايا
وخضتُ النقع لا أخشى اللحاقا
ألا يا عبل لو أبصرتِ فعلي
وخيلُ الموتِ تنطبقُ انطباقا
سلي سيفي ورمحي عن قتالي
همافي الحرب كانا لي رفاقا
سقيتهما دماً لو كان يسقى
به جبلا تهامةَ ما أفاقا
وكم من سيدٍ خليتُ ملقى
يحركُ في الدما قدماً وساقا



قصيدة : قافية الكاف

يا عبلَ إن كان ظلُّ القسطل الحلك
أخفى عليكِ قتالي يوم معتركي
فسائلي فرسي هل كنتُ أطلقه
إلا على موكبٍ كالليل محتبك
وسائلي السيفَ عني هل ضربتُ بهِ
يومَ الكريهةِ إلا هامة الملك
وسائلي الرمحَ عني هل طعنتُ به
إلا المدرعّ بين النحر والحنكِ
أسقي الحسامَ وأسقي الرمحَ نهلته
وأتيعُ القرن لا أخشى من الدرك
كم ضربةٍ لي بحد السيف قاطعة
وطعنةٍ شكتِ القربوس بالكرك
لولا الذي ترهبُ الأملاك قدرته
جعلتُ متنَ جوادي قبة الفلك
ريحَ الحجاز بحقِّ منْ أنشاكِ
ردي السلامَ وحيّ من حياكِ
هبي عسى وجدي يخفُّ وتنطفي
نيرانُ أشواقي ببردِ هواكِ
يا ريحُ لولا أنَّ فيك بقية
منْ طيبِ عبلةَ متُّ قبلَ لقاكِ
كيفَ السلوُّ وما سمعتُ حمائماً
يندبن إلا كنتُ أول باكي
بعدَ المزارُ فعاد طيفُ خيالها
عني قفارَ مهامهِ الأعناك
يا عبل ما أخشى الحمامَ وإنما
أخشى على عينيكِ وقتَ بكاكِ
يا عبل لا يحزنك بعدي وأبشري
بسلامتي واسبشري بفكاكي
هلا سألت الخيكَ يا ابنةَ مالكٍ
إن كان بعضُ عداك قد أغراك
يخبرك منْ حضر الشآم بأنني
أضفيتُ ودا منْ أراد هلاكي
ذلَّ الألى احتالوا عليّ وأصبحوا
يتشفعون بسيفي الفتاك
فعفوتُ عن أموالهم وحريمهم
وحميتُ ربعَ القوم مثل حماك
ولقد حملتُ على الأعاجم حملةً
ضجتْ لها الأملاكُ في الأفلاك
فنثرتهم لما أتوني في الفلا
بسنان رمحٍ للدما سفاك
لعلّ ترى رقَ الحمى وعساكا
وتجني أراكاتِ الغضا بجناكا
وما كنت لولا حبُّ عبلةَ حائلا
بدلكَ أن تسقي غضىً وأراكا

تـــــــــم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اهواك


اهواك

عنتــــرة بن شــــــداد Egypt10
ذكر
المشاركات : 27260
عنتــــرة بن شــــــداد Yragb11
عنتــــرة بن شــــــداد Empty
تاريخ التسجيل : 09/08/2010

عنتــــرة بن شــــــداد _
مُساهمةموضوع: رد: عنتــــرة بن شــــــداد   عنتــــرة بن شــــــداد Emptyالأربعاء فبراير 23, 2011 11:53 pm

جميل جدا يا اميرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الزمان


اميرة الزمان

انثى
المشاركات : 5418
العمر : 28
عنتــــرة بن شــــــداد 453210
عنتــــرة بن شــــــداد Empty
تاريخ التسجيل : 22/06/2010

عنتــــرة بن شــــــداد _
مُساهمةموضوع: رد: عنتــــرة بن شــــــداد   عنتــــرة بن شــــــداد Emptyالخميس فبراير 24, 2011 12:20 am

مش اجمل من مرورك
نووووووورت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسراء محمد


اسراء محمد

عنتــــرة بن شــــــداد Egypt10
انثى
المشاركات : 5435
العمر : 27
عنتــــرة بن شــــــداد 8110
تاريخ التسجيل : 12/06/2010

عنتــــرة بن شــــــداد _
مُساهمةموضوع: رد: عنتــــرة بن شــــــداد   عنتــــرة بن شــــــداد Emptyالثلاثاء مارس 01, 2011 11:19 am

ميرسى يا جميله
تسلم ايدك
مجهود رائع
ssdf:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الزمان


اميرة الزمان

انثى
المشاركات : 5418
العمر : 28
عنتــــرة بن شــــــداد 453210
عنتــــرة بن شــــــداد Empty
تاريخ التسجيل : 22/06/2010

عنتــــرة بن شــــــداد _
مُساهمةموضوع: رد: عنتــــرة بن شــــــداد   عنتــــرة بن شــــــداد Emptyالأربعاء مارس 02, 2011 12:17 am

نورتينى يا اسراء بمرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

عنتــــرة بن شــــــداد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نيوفورايجى :: مكتبة نيوفورايجى :: رومنسيات نيوفورايجى :: الشعر-
انتقل الى:  


©phpBB | انشاء منتدى مع أحلى منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع